سورة آل عمران - تفسير تفسير القشيري

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (آل عمران)


        


قوله جلّ ذكره: {قُلْ أَطِيعُوا اللهَ وَالرَّسُولَ فَإِن تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللهَ لاَ يُحِبُّ الكَافِرِينَ}.
أمرهم بالطاعة ثم قال: {فَإِن تَوَلَّوْأ} أي قَصَّرُوا في الطاعة بأن خالفوا، ثم قال: {فَإِنَّ اللهَ لاَ يُحِبُّ الكَافِرِينَ} لم يَقُلْ العاصين بل قال الكافرين، ودليل الخطاب أنه يحب المؤمنين وإن كانوا عُصَاة.


اتفق آدم وذريته في الطينة، وإنما الخصوصية بالاصطفاء الذي هو من قِبَلِه، لا بالنَّسَب ولا بالسبب.


المُحَرَّرُ الذي ليس في رِقِّ شيء من المخلوقات، حرَّرَه الحق سبحانه في سابق حكمه عن رق الاشتغال بجميع الوجوه والأحوال. فلمَّا نذرت أمُّ مريم ذلك، ووضعتها أنثى خَجِلت، فلمَّا رأتها قالت: {رَبِّ إِنِّى وَضَعْتُهَا أُنْثَى} وهي لا تصلح أن تكون محرراً فقال تعالى: {وَاللهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ} ولعمري ليس الذكر كالأنثى في الظاهر، ولكن إذا تَقَبَّلَها الحقُّ- سبحانه وتعالى- طلع عنها كل أعجوبة.
ولما قالت: {إِنِّى نَذَرْتُ لَكَ مَا فِى بَطْنِى مُحَرَّرًا} قالت: {فَتَقَبَّلْ مِنِّى} فاستجاب، وظهرت آثار القبول عليها وعلى ابنها، ونجا بحديثها عَالَمٌ وَهَلَكَ بسببها عَالَمٌ، ووقعت الفتنة لأجلهما في عَالَم.
قالت: {وَإِنِّى سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ وَإِنِّى أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ} استجارت بالله من أن يكون للشيطان في حديثها شيء بما هو الأسهل، لتمام ما هم به من أحكام القلوب.

7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 | 14